دور الشباب فى مواجهة المشكلة السكانية
إن لشباب الجامعات دورا كبيرا في مواجهة المشكلة السكانية, ويتحول هذا الي دور إيجابي ليس للنجاح فقط بل للتفوق والتميز, وأن تتحول طاقات الشباب للبناء وليس للهدم, فشباب الجامعات الذي يقدر عددهم بنحو مليوني مواطن, يمكن الاستفادة من طاقاتهم في التصدي لهذه المشكلة بالفكر والتوعية والتربية السكانية السليمة, والتعريف بالبعد الاقتصادي والاجتماعي للدولة.
ومن الأهمية بمكان التركيز علي فئة الشباب لترسيخ مفاهيم الأسرة الصغيرة والتخطيط الإنجابي والمساواة بين الجنسين حيث انهم يمثلون آباء وأمهات المستقبل وهم الطريق الي تحقيق الهدف القومي المتمثل في طفلين لكل أسرة.
أما دور الشباب في المساهمة في حل هذه المشكلة فيتمثل في نشر التوعية والتحذير من خطورة الزيادة السكانية وأثرها على التنمية. فالشباب هم الأقدر علي توضيح مفاهيم المشكلة السكانية, وعليهم تعريف الجماهير بأن الزيادة السكانية تلتهم كل المشاريع الاستثمارية والتنموية, وأن القضية تتطلب تنظيم الأسرة وليس تحديدها, وعلي الشباب كذلك الاتصال المباشر بالجماهير لإقناعهم بخطورة المشكلة وأن لهم الحق في تقويم البرامج السكانية وتوضيح إيجابيات وسلبيات البرامج التنفيذية. وهم أقدر الناس على التصدي للمشكلة السكانية بالحوار والإقناع, وعلى الشباب التحلي بقيم الإخلاص والعطاء والولاء للوطن والعمل على الاستفادة بكل طاقاتهم في اكتساب المعارف والقدرات التي تؤهلهم للتعامل مع العصر بمقتضى معطياته.
ويمكن للشباب المساعدة في التخطيط السكاني عن طريق البحوث الميدانية للمشكلة؛ لمساعدة متخذي القرار. ويجب على الشباب المشاركة التطوعية في العمل العام, وعلى منظمات المجتمع المدني أن ترحب بعمل الشباب التطوعي من الجنسين.
حلول للتصدى للمشكلة السكانية
في محاولة متجددة للتصدي للمشكلة السكانية.. اقام الاتحاد الدولي للجمعيات الأهلية المؤتمر السنوي لمواجهة اخطار الانفجار السكاني.. ومن خلال اللقاء حاول المشاركون وضع حلول جديدة للمشكلة بما يتوافق مع الواقع المصري وكافة الجهود المبذولة في ذلك.
في البداية أشارت الدكتورة سحر السنباطي رئيس قطاع السكان بوزارة الصحة إلي ان الوزارة تتبني مفهوم "أسرة صغيرة تساوي حياة أفضل" ولكن ماذا بعد مؤتمر السكان وما هي إنجازات ومساعدات الوزارة تجاه الجمعيات الأهلية.. مشيرة الي ان هناك دعماً من الوزارة حول وسائل تنظيم الأسرة بأسعار رمزية وإتاحة وتوفير مقدم الخدمة في الجمعيات. وتقديم الدعم الفني لمقدم تلك الخدمة ورسم خريطة للوصول الي كل فرد يحتاج الخدمة واقامة الندوات والشراكة مع المجلس القومي للمرأة والأمومة والطفولة وجميع الهيئات المعنية بالقضية وفي مجال الدعوة اقامة المؤتمرات بالمحافظات بحضور المحافظين وصناع القرار وصولا إلي 1.2% طفل بحلول سنة ..2017أما وفاء عيد وكيل وزارة التضامن فقد اكدت ان الوزارة تدعم الجمعيات الاهلية في هذه المشكلة بدعم فني يصل الي مائة مليون جنيه للجمعيات وتزيد عدد الجمعيات المستفيدة علي 24 الف جمعية ونحن اليوم نقوم باعداد قاعدة بيانات وشراكة مع جهات عديدة منها جامعة عين شمس وميكروسوفت وغيرها من الجهات التي تدعم عملنا الفني ليكون شعارنا "وعي الإنسان بمشكلات مجتمعه"..رؤية رجال الدين يعبر عنها الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف ان الامام "حامد الغزالي" صرح بتنظيم النسل في عهده حتي لا تصاب المرأة في جمالها فما هو الحال في الفقر وكثرة العيال والعبرة بالكيف وليس بالكم ولهذا اعدت وزارة الاوقاف منذ 10 سنوات خطة توعية للأسرة بنحو "مليون ونصف المليون شخص لمعرفة كيفية اختيار الزوجين لانفسهم والآباء لحقوق ابنائهم قبل الزواج وايضا حقوق الزوجين لبعضهم البعض..أما القس بولس سرور ممثل الكنيسة فيقول إن المسيح قال: "أتيت ليكون لكم حياة ويكون كلم أفضل" وهذا معناها ان الحياة يجب أن تكون افضل براحة الفرد فيها وليس العكس فكيف ذلك ونحن نعلم ان 50 ألف شخص يموتون جوعا في العالم يوميا بسبب الفقر اذا ليس مسئولية الاسرة الأنجاب فقط وأنما توفير الاحتياجات لابنائها.
أما الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر الاسبق فيشير الي ان تنظيم الاسرة جزء من القضية السكانية وليست كلها وعلينا ان نسأل أنفسنا هل لدينا خطة استراتيجية لمواجهة ذلك ومعالجة المنظومة كلها؟ هل السكان نعمة أم نقمة؟ لا يمكننا أن نواصل الحديث عن الجهل والفقر والمرض من قبل الثورة الي الآن! كيف نحول الضعف الي قوة.. وللاجابة علي كل تلك الاسئلة يجب ان نضع هدفاً يجب الوصول اليه وهي وصول المواطن المصري الي "حد الكفاية" كيف هذا ولدينا فئة تتمتع بكل شيء واخري معدومة؟
ومن خلال الجمعيات احاول العمل علي ثلاثة محاور لمجابهة تلك القضية وهي: توسيع ورفع قدرات الجمعيات الاهلية تعزز الاتجاهات والسلوك حول مفهوم أسرة صغيرة وربط السكان بالتنمية عن طريق تمكين المرأة اقتصاديا وخفض نسبة الأمية..وفي النهاية طرح الدكتور طلعت عبد القوي أمين عام المؤتمر ورئيس جمعية تنظيم الأسرة: حلول وتوصيات المؤتمر المتضمنة تحفيز رجال الاعمال للمشاركة في انشطة الجمعيات الاهلية ورفع قدرات الجمعيات الاهلية في تقديم الخدمة وتغير الاتجاهات والسلوك لتبني مفهوم اسرة صغيرة والتوسع في انشاء عيادات صديقة للشباب. عقد المؤتمرات والندوات للتوعية ودور رجال الدين في هذا المجال وربط القضية بالتنمية من عمالة اطفال وتسرب من التعليم وأمية والتدني الاقتصادي وتحسين وضع بعض الاسر عن طريق اقامة مشروعات.
الأسرة الصغيرة هي الحل.. ذلك هو ما انتهي إليه الخبراء لضمان حياة كريمة لكل أبناء المجتمع, أو بالأحري لضمان توافق الأوضاع السكانية مع التنمية المستدامة.. وحيث لم تحقق كل المبادرات السابقة تقدما كبيرا للحد من الزيادة السكانية, كان لابد من البحث عن حلول غير تقليدية لهذه المشكلة وبشكل لامركزي, وهو التكليف الذي وجه به الرئيس مبارك الحكومة, وكان عنوان المؤتمر القومي الثاني للسكان الذي عقد بالقاهرة بين9 و10 يونيو الحالي تحت شعار من أجل حياة بلا معاناة..
كان الهدف من الآليات الجديدة هو أن يشارك الناس من تلقاء أنفسهم وباقتناع ذاتي في الحد من الزيادة السكانية, أي تحديد الالتزام المجتمعي لتبني آليات تتسم بالكفاءة والفاعلية لضمان نجاح الإستراتيجية القومية للسكان, والأهداف التنموية المستدامة وقيام توافق مجتمعي حول الأهداف القومية للسياسات السكانية, وإستراتيجيات ترشيد معدلات النمو السكاني.. وتحقيقا لهذا الهدف تحددت عدة محاور أساسية هي الارتقاء بمستوي خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية مع إعطاء مساحة أكبر للمشاركة الأهلية في هذه الخدمات, وتغيير الاتجاهات, وتبني السلوك نحو مفهوم الأسرة الصغيرة, وذلك بزيادة واستمرار التغطية الإعلامية للخدمات الصحية الوقائية, وتفعيل دور القيادات ومتخذي القرار والقطاع الأهلي وعلماء الدين..
وقد وضع الرئيس مبارك في الكلمة التي افتتح بها أعمال المؤتمر القومي الثاني للسكان النقاط فوق الحروف, وشخص خطورة الأزمة السكانية الراهنة وتأثيرها الفادح علي الأجيال المستقبلية مطالبا بوقفة صدق ومصارحة تحكم المنطق والعقل ومصلحة الوطن والشعب, لأننا أمام ظاهرة لا تحتمل التأجيل في المواجهة والحد من خطورتها في الحاضر والمستقبل, مشيرا إلي أن مصر أصبحت من بين16 دولة هي الأكثر كثافة سكانية في العالم.. وكشف عن التداعيات المزعجة للأزمة التي يلمسها المواطن كل يوم في الطرق والمواصلات والعشوائيات والتعليم والرعاية والإسكان والمياه والأراضي الزراعية, فضلا عن تأثيراتها في عرقلة مؤشرات التنمية المستدامة.. وإذا كنا قد نجحنا خلال السنوات الثلاث الماضية في الوصول بمعدل النمو الاقتصادي إلي%7.5 وحققنا ارتفاعا ملحوظا في فرص العمل والتشغيل, فإن استمرار الوضع السكاني الحالي علي ما هو عليه, سيؤدي إلي إجهاض هذا الإنجاز المهم الذي نأمل أن يتواصل عدة عقود لكي ننتقل من العالم الثالث إلي الدول المتقدمة.
إن الخلل بين السكان والموارد هو التحدي الأكبر الذي يواجه المصريين جميعا حكومة وشعبا في السنوات القليلة المقبلة, لذلك لابد أن يحظي بأولوية قصوي في الاهتمامات الوطنية.. إن مصر تتزايد الآن بمعدل1.3 مليون طفل كل سنة, وإذا استمر معدل الإنجاب للنساء علي ما هو عليه فسيصبح المعدل مليونا طفل كل سنة في المستقبل.
وفي ضوء ندرة الموارد فإن هؤلاء الأطفال لن يجدوا مقاعد في فصول الدراسة ولا فرص عمل, ولا خدمات صحية, و سيتراجع حال الأسرة المصرية إلي الوراء بعد أن انتعش في السنوات القليلة الماضية.
علينا أن نختار, ولا سبيل إلا خيار واحد, هو خفض معدل النمو السكاني إلي أقصي حد ممكن, ولا مجال للأعذار أو التردد.. لقد بدأت مصر وكوريا الجنوبية عام1960 بعدد سكان متقارب للغاية, وصل إلي26 مليون نسمة, واليوم- كما قال الرئيس مبارك- فإن كوريا48 مليون نسمة فقط, بينما تقترب مصر من80 مليون نسمة, ولسنا أقل وعيا بالمشكلة من الكوريين ولا من غيرهم, ممن تنبهوا مبكرا لخطر الزيادة السكانية وسارعوا منذ زمن بوضع الحلول الكفيلة بالحد منها.. وعلينا اليوم أن نحذو حذو هذه الشعوب.