المقدمــــة
إن الحياة مزيج من العمل والكد والتعب والكفاح فلا مكان فيها للخاملين والكسالى الذين لا يبذلون من الجهد إلا القليل ثم ينتظرون أن تمنحهم الحياة نعيمها, هذا النعيم لا يوهب إلا للعقلية المنظمة التي تمنح المجتمع تحررا من مخلفات الجهل والفقر والمرض جميعا، وإذا أردنا الوصول إلى ذلك المستوى فلابد أن نبذل جهدا مقصودا من أجل تطوير المعارف والمعلومات من خلال التعليم والقراءة والاطلاع ولذلك فقد أولت الدولة اهتماما كبيرا للتلميذ فقد أعطته كل ما يحتاجه حتى يؤدى واجبه للنهوض بأمته، فما أدى واجبه إلا كل مخلص لوطنه، لهذا يجب علينا أن نتفوق علميا وأن نجتهد في تحصيل العلم لخدمة بلادنا وإرضائنا لله عز وجل الذي قال في القران الكريم في أول البعثة للنبي (إقراء باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقراء وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) وقد قال أيضا (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) بل لقد قصر سبحانه الخشية منه على العلماء الذين يتعلمون العلم فقد قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقد جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) وقد أقسم الله بالقلم نظرا لشرف العلم والقلم أداة العلم. قال تعالى (نَ والقلم وما يسطرون) ولقد كرم الله طالب العلم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الملائكة لا تضع أجنحتها لطالب العلم) أي تعظيمها لها بل أن أيضاً الشعراء تباروا في إظهار فضل العلم والعلماء والمعلمين كما قال الشاعر (قف للمعلم ووفه تبجيلاً كاد المعلم أن يكون رسولاً(
التعليم هو عملية تلقي المعرفة، والقيم والمهارات من خلال الدراسة أو الخبرات أو التعليم مما قد يؤدي إلى تغير دائم في السلوك، تغير مقيس وانتقائي بحيث يعيد توجيه الفرد الإنساني ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية.
التعليم هو النشاط الذي يهدف إلى تطوير التعليم والمعرفة و القيم الروحية و الفهم و الإدراك الذي يحتاج إليه الفرد في كل مناحي الحياة إضافة إلى المعرفة و المهارات ذات العلاقة تجعل بحقل أو مجال محدد.
مفهوم التعليم
باعتبار مصطلح التعليم مرتبط بالتربية ، فتجميع التعاريف حول مفهوم التربية: هو كل فعل يمارسه الشخص بذاته يقصد من ورائه اكتساب معارف و مهارات و قيم جديدة.
لهذا يجب التفريق بين مصطلحي تعليم و تعلم, فهما ملتصقان لدرجة الخلط بينهما.
التعليم عملية يقوم بها المعلم لجعل الطالب يكتسب المعارف و المهارات و بصيغة بسيطة:المعلم يمارس التعليم و الطالب يمارس التعلم.
أهمية التعليم:
أولا : يمحى أمية الفرد.
ثانيا : يعطى الفرد معلومات فى شتى المجالات.
ثالثا : هو سلاح كل فرد.
رابعا: يوسع مدارك الفكر لكل فرد.
خامسا: يعطى القدرة على الابتكار و التخيل وسعة آلاف.
أهداف التعليم التربوى
تلتزم السياسة التربوية المطورّة بتحقيق الأهداف التربوية العامة الآتية :
* غرس الإيمان بالله ورسله والقيم الدينية .
* تقوية الاعتزاز بالعروبة والوطن والأمة والذاتية الثقافية والحضارية .
* تدريب الفرد على واجبات المواطنة والمشاركة المجتمعية والسياسية .
* تنشئة المتعلمين على قيم وممارسات العمل والإنتاج والإتقان .
* تمكين المتعلمين من إتقان أساسيات التعلم( القراءة والكتابة والحساب( .
* تمكين المتعلمين من التزود بالمعرفة والعلوم المتقدمة، وأساليب البحث والاستكشاف العلمى.
* تعزيز اتجاهات ومهارات التعلم الذاتي ، وصولاً إلى مجتمع دائم التعلّم .
*عداد الإنسان المصري للتكيّف مع المستقبل واستشرافه وسرعة الاستجابة للتغيير الملائم.
*تدريب المتعلمين على مهارات التعبير عن الذات بالوسائل المختلفة.
*تدريب المتعلمين على مهارات استخدامات الحاسب الآلي وتطبيقاته العملية.
*تنمية قدرات المتعلمين على الإبداع والابتكار والتفكير المنهجي وتطبيقاته العملية.
* تنمية قدرات المتعلمين على ربط العلوم بتطبيقاتها واستيعاب المنجزات التكنولوجية .
* تنمية قدرات المتفوقين وتهيئة البيئة الدراسية المناسبة لزيادة درجة تفوقهم ومواهبهم .
*تأهيل المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة بما يحقق اندماجهم بالمجتمع .
*تجفيف منابع الأمية وتحقيق النمو والاستمرار في برامج تعليم الكبار.
*ربط التعليم ومخرجاته بمتطلبات التنمية الشاملة للبلاد .
تطوير التعليم
من حق كل فرد أن يأخذ قدراً كافيا من التعليم طبقا لإمكانياته الذهنية فالأفراد تختلف في قدراتها الذهنية والتحصيلية فهناك الشخص العادي و الشخص ذو ذكاء عالي و هناك أفراد ذو الاحتياجات الخاصة فيجب أن يأخذ كل فرد قدر من التعليم حسب قدراته. أي يجب أن يكون تعليم للأفراد العاديين كما هو يوجد في المدارس الحالية و أيضا يجب أن يكون تعليم للأفراد ذو الذكاء العالي بوضعهم في فصول المتفوقين أو عمل دورات خاصة لهم و يجب ألا ننسى الأفراد ذو الاحتياجات الخاصة حتى يكون هناك مساواة في تعليم جميع الأفراد.
أن يكون ربط العلم الذي يتلقاه الطلبة والتلاميذ فى المدارس و الجامعات بقدرة الله و التفكير فيها ولا تكون مجرد حقائق علمية صماء بحيث يتم تعليم الطلبة من أولى المراحل الدراسية بان لهم رب خالق قادر, و عند تدريس مختلف العلوم يتم تبين قدرة الله سبحانه فى هذه العلوم, حتى ينشا الشباب على حب الله و خشية, ومراقبته .
أن يتعلم الأطفال طريقة التفكير السليمة و كيفية التعامل مع البدائل المختلفة و أنة لكل مشكلة يمكن أن يكون هناك عدد من الحلول.
أن تدرس المناهج التربوية بمتعة تشويق و إبداع و أن يكون فيها تطبيق. وان يكون أيضا المنهج بالنسبة للطالب هو وسيلة وغاية لتعلم الجديد و ليس لتأدية الامتحان فقط و يكون المنهج متما شيا مع أحدث ما وصل إلية العلم و بالتالي يتم تحديثه بصورة مستمرة.
أن يكون تعليم تلاميذ الابتدائية بالعمل الجماعي- و هذا ما نحتاجه نحن العرب- من خلال كتابة تقرير حول شئ أو من خلال لعبة رياضية تعتمد على العمل الجماعي أو تنظيمهم لعمل مجلة الصف و ما شابة حتى تنمو لديهم روح الفريق و تختفي الأنانية و السعي وراء المجد الشخصي.
أن يكون جعل أطفال المدارس الابتدائية يحددون أهدافهم الخاصة من خلال دروس خاصة لهذا الغرض.
تحويل المناهج إلى مناهج عملية وليست نظرية بحيث ألا يتم حشو معلومات فى أذهان الطلاب حتى يفرغوها يوم الامتحان و إنما أن يكون الدرس عبارة طرح عام للمعلومات و يطلب من الطالب أن يقوموا بالبحث و إحضار كل التفاصيل عن هذه المعلومات و يكون ذلك بشكل جماعي.
أن يكون تدريس مادة الحاسوب من الصف الأول الابتدائي.
جهود عربية للنهوض بالتعليم
أبناؤنا في خطر.. والسبب نوعية التعليم الذي يتلقونه، والذي يخرجون بسببه من سوق العمل، وتزيد معدلات البطالة في أغلب الدول العربية، ويتوقع لها أن تزيد أكثر وأكثر إذا لم يسرع القائمون على التعليم بتغيير سياساتنا التعليمية فورًا.
كثير من الدول العربية التفتت للحاجة إلى تطور التعليم والنهوض به؛ فوزارة التعليم العالي بمصر تنبهت إلى هذا الخطر؛ ودعت إلى مؤتمر قومي للارتقاء بالتعليم الجامعي تشارك فيه جميع الجامعات المصرية وعدد من الأساتذة والعلماء من الجامعات العربية والأجنبية للمشاركة في وضع وثيقة وقانون جديد للتعليم الجامعي في مصر، بحيث يتحول من مجرد تعليم تلقيني إلى تعليم يقوم على الابتكار والإبداع واستخدام تكنولوجيا العصر؛ حتى يصبح خريجو هذا النوع من التعليم قادرين على اللحاق بسوق العمل الذي لا يقبل الآن خريجو تعليم القرن العشرين. كان الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي ورئيس المجلس الأعلى للجامعات(مصر) قد أكد مرارًا أنه لا تراجع عن زيادة أعداد المقبولين في التعليم الجامعي، وأن التفكير يجب أن يكون في اتجاه كيفية النهوض بنوعية التعليم القائم، وكلَّف كل جامعة بتقديم أوراق عمل للمساهمة في وضع تصور عام لكيفية الارتقاء بمستوى التعليم الجامعي في إطار إمكانياتنا المتاحة فعليًا.
وسيدور المؤتمر حول ستة محاور هامة هي
ربط المناهج التعليمية بما يحدث في العالم من تطور علمي وتكنولوجي.
استخدام تكنولوجيا التعليم الحديثة في طرق تدريسنا، وتدريب الطلاب على استخدامها، وأن يصبح التدريب ملاحقًا لكافة المراحل التعليمية عن طريق وسائل التعليم عن بعد والتعليم المستمر حتى لا ينقطع الخريج عما يحدث حوله من تطورات قد تخرجه من سوق العمل حتى بعد أن يحصل على وظيفة ما، فالتطور التكنولوجي يهدد الكثيرين بفقد وظائفهم.
إعادة هيكلة مؤسسات التعليم العالي في مصر، مما يقتضي إعادة النظر في التشريعات والقوانين المنظمة لعمل هذه المؤسسات بما يكفل لها البعد النسبي عن مشكلات البيروقراطية والروتين الذي يؤدي إلى تباطؤ العمل.
ويتعلَّق هذا المحور بكيفية الارتقاء بأعضاء هيئات التدريس بالجامعات، وكيفية إعدادهم في الداخل والخارج، وتحديد التزاماتهم الثقافية والاجتماعية تجاه طلابهم باعتبارهم قدوة للجيل الجديد وتحديد هذه المسئولية وهذا الدور، وكيفية تحفيزهم على الاستمرار في البحث العلمي من أجل البحث وليس لمجرد الترقي لوظائف أعلى.
الحرص على مجانية التعليم التي يكفلها التعليم المصري مع البحث عن مصادر تمويل جديدة للتعليم الجامعي، لا تكون بديلة عن ميزانية الدولة للتعليم الجامعي، بل تكون مساهمة فقط حتى لا ينتفي دور الدولة في تمويل التعليم، وفي هذا الشأن البحث عن كيفية زيادة التمويل عن طريق الوحدات ذات الطابع الخاص الموجودة بالجامعات، والتي يمكنها أن تؤدي خدمات للمجتمع كالقيام بالأبحاث والدراسات وغيرها مقابل عائد مادي معين، ومن ناحية أخرى التفكير في إنشاء جامعات خاصة تخفف العبء عن الجامعات الحكومية.
التنسيق والتكامل بين الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، حتى لا تهدر الطاقات المادية والبشرية، مع التأكيد على استقلالية المؤسسة التعليمية في إدارة نفسها ومحاسبة أبنائها: أعضاء هيئات التدريس والطلاب معًا.
يتبــــــــــــع